اليوم الموعود. قصه قصيرة. بقلم الكاتبة حنان الشامي
كتبته /حنان الشامي.
(اليوم الموعود)
************بيت صغير في قرية ريفية أمامه مسطبه اسمنتية تجلس عليها الأم لتجهز خضار الطعام وتقطعه والشمس كانت قارسة بعد الظهر. هناك فرن طيني تخبز فيه جدة هبه لأمها
أمام الأم طيور مختلفه تراعها من اوز. بط. دجاج. حمام
تقطع الخضار وترمي أمامها البعض بجانبها طلمبة مياه تغسل الخضار منها وهبه ابنتها الصغيره دوما تلعب وتدير الطرنبة وتنهال عليها الأم بالسب والضرب وبجانبها اخويا عبدالله وراشد يديروا يد الطلمبة ويبللوا ملابسهم لكن الأم تقبلهم وتطبطب عليهم وتغير لهم ملابسهم. تنظر إليها الأبنة بحزن فهي تلاحظ التفرقه بين معاملة والدتها لها ولهم
ومرت السنين والأب كعادة اغلب اهل الريف والصعيد مغترب
يأتي كضيف شهر كل ثلاث سنوات ويغادر
لا يدرك مراحل أبنائه التعليميه يعمل من أجل المال فقط
فهو حاضر غائب. طوال النهار تشقى هبة ما بين المدرسة والمذاكرة وشغل البيت. ويأتي عليها الليل تصبح جثه هامدة ترتمي بأي اريكه على صالة منزلهم.
وحصلت على الثانوية حتى تخلص من اسرتها المتغيبة عاطفيا ولكن حكموا عليها اخوتها البنين بالزواج وعدم دخول الجامعه شعرت بانهيار أحلامها امام عينيها قررت كثيرا الهروب وكثيرا الانتحار ولكنها خائفه
جلست تصمت لا تتحدث وتغلق باب الحجرة عليها واضربت عن تناول الطعام حتى هزل جسدها وسقطت ودخلت المستشفى لتعليق محاليل نظرا لعرضها لحالة انيميا حادة
وعندما استعادت صحتها استمرت صامته واكتشف الأطباء انها فقدت النطق نظرا لتعرضها لأزمات نفسية حادة
وكانت طوال الوقت تقضم اظافر يديها وتطيل النظر في سقف حجرتها وذات يوم قرر خالها السفر بها مصر لعرضها على اكبر طبيب نفساني ومع مرور خمس جلسات علاجية
في الجلسه السادسة صرخت وانهارت من البكاء فأدرك الطبيب انه خيط للعلاج وفرح بعودة الكلام لها وتحررها من الصمت الذي استمر سنتين كما علم من خالها.
وطلب الطبيب منها التحدث معه بصراحه فحكت له على تفرقة والدتها بينها وبين البنين وتدليها لهم والقوة عليها منذ الصغر وايضا سردت له حرمان أخواتها لها من الحقها بالجامعه بجانب قرارهم الظالم بزواجها من ابن عمها الأمي
الذي لا يفقة شئ في الحياة سوي الجهل والبلطجه.
فقررت الهروب من واقعها المؤلم.
ثم صرخت بأعلى صوت انا يتيمة.... يتيمه رغم وجودهم
بابا من اول ما فتحت عيني على الدنيا وهو مسافر بيجي ضيف ميعرفش حاجه عننا.فهو حاضر غائب
وماما عمرها ما قربت مني ولا حنت عليا
كان نفسي في يوم تحضني لما بتفرج على فيلم فيه حنان الأم بغيير وهي مش حاسه بيا متعرفش اني محتاجه حضنها وعمري ما حسيت به. لأنها دايما تضربني وتحضن البنين.
كرههم للبنات كره أعمى.
وتعددت الجلسات وشعر د. سامي بانجذاب اتجاه هبه
وهي ايضا ترتاح بالحديث معه ليس كطبيب بل احساس اخر يراودها لأول مره. ولكنه حدث نفسه هل احبها
ام هذا عطف على قصتها المآساويه مع اهلها
لكنه لم يشعر ذاك الاحساس من قبل فهي اول مريضه ينجذب لها قلبه وعقله.
وبعد الشفاء التام لها قرر ان يفاتح خالها
ورحب لكن طلبت منه الرد بعد أخذ رأي اخويها ووالدتها
واخذها وسافر وحكي لهم كل ما حدث
لكن رفضوا البنين وعمها رفض بكل قوه وهددها بالقتل
في حالة عدم الزواج من ابنه الأمي الذي تكرهه من قلبها.
فنبهم خالها بامكانية عودة حالتها النفسيه السيئه
ولكن دون جدوى تم تحديد ليلة الزفاف
وجاء اليوم الموعود ودقت الطبول وأصبح الصوت يدوي كل أنحاء القريه ودموع هبه تتسرسب كالسيول الجارفه
وانتهي الزفاف وحكم الإعدام بكتب الكتاب
وعندما أغلق عليهما باب الزوجية هرولت هبه وأخذت السكينه من صينية عشاء العرس وانهالت عليه طعنات حتى لفظ انفاسة وكانت تقهقه من الضحك وتصرخ بسعاده
قائله في اليوم الموعود قتلت مسعود.
وخرجت امام كل اهل البلد وفي يدها السكين ملطخ بالدماء
وترقص وتضحك وتحدث نفسها وتغني وتم القبض عليها والكشف الطبي اثبتت التقارير بفقد عقلها واصابتها بالجنون
وعندما علم الطبيب السابق سامي بما حدث لها وحالتها النفسيه أدرك مدى قسوة اهلها
ورفع دعوة قضائية من خلال توكيل محامي قام برفع الدعوه على أهلها بالسجن والعقاب حيث انهم هم المتهمين الحقيقين في القتل وايضا في قتل وجنون ابنتهم الوحيدة ومعاقبة كل من اساء معاملة أنثى وتفضيل الولد على البنت وطالب بوضع بند في القانون لتحقيق ذلك وإقامة العدالة.
وطالب د. سامي لمعالجة هبه وتكون هي حاله مسئول عنها ووافقت المحكمه. وتم القبض على عائلة هبه بعد إثبات الضغط عليها في الزواج من مسعود بن عمها وإصدار امر بترحيل الأب للإقامة مع أبنائه ووقف عجلة الغربة لكن الأب بعد سماعه كل ما حدث انهار واعترف امام المحكمه ان المال للعيش وليس للسعاده بل ان الغربة كانت سبب في فجوه بينه وبين أولاده وعدم قدرته على السيطره عليهم. بجانب ضياعه لابنته الوحيده.
وهكذا تمكث هبه بين أسوار مستشفى الأمراض النفسيه
وبجانبها حبيبها د. سامي لكنها لا تعرف أي شئ حولها
فقدت عقلها كما فقدت قلبها سابقا..
________________-------_____-__--------_--
النقد
نقد النقد طه سيف لقصة الكاتبة حنان الشامي.
*،،،،، *،،،،،، **،،،، ****،،،،،،، *،،،،،، **،،، *، *،، *
برعاية مؤسسة عبد القادر الحسيني.
**،،،،،،،،،،، **،،،، ************،، *
حنان الشامي تعليق الناقد طه سيف الله على قصة الاستاذة حنان الشامي في التعليق السابق:
طبعاً القصة من ناحية الشكل لنا عليها تعليقات كثيرة فهي تقفز بين الأزمنة والامكنة قفزات سريعة ورشيقة وقد يتهمها البعض بالعشوائية ولكني اجد للقاصة العذر فهي تلهث فوق الاحداث لأنها تماهت معها وتمازجت لان حنان القاصة امرأة تحكي عن عذاب امرأة.
القصة مرة .. ومفتاحها هذه العبارة: " ومرت السنين والأب كعادة اغلب اهل الريف والصعيد مغترب .. يأتي كضيف شهر كل ثلاث سنوات ويغادر" ..
هنا بيت القصيد وحجر الزاوية. حنان تفتح الجرح المصري والسوري والأردني والفلسطيني والتونسي والمغاربي. الاب الذي يذهب بجسده ولحمه ودمه مكتفياً بالمحفظة والشيك والدرهم والدينار ليضيع منه كل شيء: الزوجة والعيال والوطن ..أما عن تفاصيل القهر الذي تتعرض له بعض النساء في الصعيد في القصة وفي الحقيقه.فقد كانت القاصة حنان
هي الشرطه والنيابة والقاضي والجلاد وقد حاكمت المجتمع واصدرت الحكم وانا مطمئن لحكم حنان والقراء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق