جاري تحميل ... مجلة الحلم العربي

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

مقالات أدبية

مقال.. بقلم د. احمد عبد الرحمن.

الاخوان بين كورونا و..ثــــورة الحـــــــــــــلل
 كلما نزلت بالأمة نازلة سارع الارهاب مككشرا عن انيابه لاستغلالها ، تارة يطرقون على الحلل واخرى ينشرون الوباء ، وفى كل مرة يحصدون الفشل ..
أذكر ونحن صغارفى الريف اذا خسف القمرتخرج النساء والرجال والأطفال والبنات الى الشارع ، يحملون الحلل والغطيان ، وصفائح المياة الفارغة ، الكل يضرب على الحلل والأغطية وكافة مالديهم ، النساء يطلقون الأغاريد ، والشباب يصفرون بأصابعهم فى ملحمة قروية عظيمة ، كلهم يردد ويغنى فى صوت خالطه الطرقات والتصفيق ، والأغريد يقولون : يابنات الجنة سيبوا القمر يتهنا ... يابنات الحور سيبوا القمر يدور ، يظل هذا الموكب يجوب الشوارع والحارات ، يقف فى البراحات والساحات ، الجميع يردد النشيد بهذة الحالة وينظر الى السماء يترقب متى يتسرى عن القمر ، متى تطلقه الحور وتتركه يعود الى طبيعته المشرقة ، كنا نعتقد أن هذة الحلل وتلك الغطيان والصفائح ، وهذا الموكب الصاخب قادر على احداث التغيير ، وحل الأزمة التى يمر بها القمر ويمر بها الناس .
ان الناظر فى هذا السلوك بعين الفحص والتدقيق لايجد أى علاقة بين الوسيلة الموجودة والغاية المنشودة ، فالوسيلة حلل وصفائح وصياحات ، والغاية انهاء أزمة قائمة وخروج من حالة اختناق كونى ومجتمعى يمر بها القمر والناس ، لكن للأسف كانت هذة وسيلتنا فى القرى يومها ،
ان غايتنا جد نبيلة ، وهدفنا حقا شريف اننا نسعى للاصلاح والتغيير والحفاظ على القمر والناس ، لكن بساطتنا وسذاجة تفكيرنا ساقانا الى وسائل وآليات لاتجدى فائدة ولانفعا ، لكننا كنا جد فرحين ونحن نهتف ونغنى ونقرع الحلل والصقائح والغطيان ، وكم كانت سعادتنا ونحن نرى القمر يعود الى طبيعته واشراقه فتزداد قناعتنا بالحلل والصفائح والصفير والتصفيق ، وفى حقيقة الأمر كل هذة الأشياء لم تحدث أى تأثير فى الوقت الذى تراها هى المؤثر الفعلى والوحيد لانهاء ظاهرة الكسوف .
نظرا لغاب العلم والفقه الصحيح بالسنن الكونية والشرعية ظللنا على ذلك حينا من الدهر ، ولو كان بيننا يومها فقيه أو عالم واحد يرشدنا الطريق ، ويدلنا على الوسيلة الناجعة لوفرنا حللا كثيرة وصقائح جمة ، ومئات الكيلومترات مشيناها ، وعشرات الساعات قضيناها ، ولما خرجنا فى هذة المواكب الهزلية الفارغة من الحقائق والعلوم سوى العاطفة الجياشة والحماس المتوقد ، لوكان بيننا عالم حزق لأخبرنا وعلمنا ان هناك صلاة تسمى صلاة الكسوف ، كان يصليها الجيل الأول مع رسول الله ص فتنكشف عنهم الغمة ، وتعود الأمور الى نصابها ، وتستقيم لهم الحياة ، وينصلح الخلل الذى وقع ، لكن لغياب العالم الفقيه الناصح عشنا على ذلك سنين ، لقد كان النبى وأصحابه يصلون صلاة الكسوف اذا خسق القمر أو كسفت الشمس ، وكانوا يصلون الاستسقاء ان جف الماء وقل المطر ، كما كانوا يصلون ويدعون ان زادت السيول وهددتهم فى معاشهم .
ان ثورة الحلل والغطيان والصفائح والصفير لن تحدث تغييرا مادامت العقول بهذة الدرجة من السطحبة ، ومادامت القلوب بهذة الحالة من الجفاء والجحود .
لقد سمعت عن ثورة الحلل والصفارات التى أطلقها البعض من منابرهم الاعلامية وسيلة للتعبير والتغيير ، ولو أرادوا التغيير والاصلاح الحق لعادوا الى هدى رسولنا ص ، بدأ باصلاح العلاقة بين الخالق والمخلوق ، بين العبد وربه ، بين الانسان وبين الله ، لقد طهر النبى قلوب أصحابه من الأهواء وشفاها من الأدواء ، وخط لها طريقا واضحا ومحجة بيضاء ، و حصنها ضد مكائد الأعداء ، وعلمهم كيف يردون الأمر الى مالكه سبحانه ، سيد الأرض والسماء .
لقد فتش الصحابة فى نفوسهم وقلوبهم فاقتلعوا كل مافيها من دغل ، فاقتلع الله بهم كل مافى طريقهم من شوك ، ونزع كل مافى صدورهم من دخن أو دخل .
أما لوقام دعاة ثورة الحلل بمراجعة الأخطاء وتصحيحعا ، وتخلصوا من الأنانية وأدرانها ، وتناسوا العملقة الخادعة وبلوائها ، لو أصلحوا مابينهم وبين الله ومابينهم وبين قومهم ، لوفعلوا ذلك لفتح الله لهم أبواب قد أوصدت ، ولزلل لهم عقبات قد وضعت ، ولجمع عليهم قلوبا قد انصرفت ، ولبصرهم الله بمفازات الطريق ، ولنجاهم من ذئاب مترصدة على جنبات السير .
لقد صمموا على احركة داخل نفس الدائرة ، اطلقوا ثورة الحلل ليستمروا مراوحين فى دائرة الفشل والخلل .
اسمعوا أصوات منتقديكم ، بل أصوات الكثير من أبنائكم الذين استفاقوا على هول الفاجعة ، لقد غدا معسكركم يأكل بعضه بعضا ، والناظر فى صفحات أنصاركم يرى أشد عبارات الانتقاد والتجريح والتمرد عليكم ، ومع أن معظمهم لايقلون سوءا عنكم ، الا أنها صرخة نذير ، وصيحة تحذير ..
انكم اذا لم تسمعوا ، - وأنا واثق من عدم سماعكم لأصوات منتقديكم ولانصائح مؤيديكم ، - فأنتم تعشقون تكراركوارثكم - هنا أقولها وبوضوح : أنكم لاتسمعون الا نداء الهوى ، ولاتصيخون الا لصوت الثأر ، ولاتستجيبون الا لوهم عملقة خادعة ، تحسبونها شيئا وليست بشىء ، فدعوكم من شعار- هى لله هى لله ، لاللشهرة ولاللجاه
واعلموا أن ثورة الحلل ليست هى الحل ، انها تكرارلثورة الحلل التى كنا نحرر بها القمر ، تكرار لمواقف ووسائل وآليات الفشل والخلل الذى أدمنتموه حتى الثمالة ، " فهذا اعتصام ، وذاك اضراب ، وذلكم عصيان ، وذلك ضرب للكهرباء ، وبعده تدمير للمواصلات ، يصاحبهما حرب للسياحة وتفزيع للسياح ، وهذة زيارة للبرلمان الأوربى ، وتلكم مذكرة للكونجرس الأمريكى ، وهاتيك خطط من تركيا ، وفى كل ذلك تشجيع من قطر ، ووعود من كلنتون ، وارهاب داعشى ، وجميع هذة الخطوات باءت بالفشل ، " ، والله أكبر فلتسقط ثورة الحلل ، وساعتها يكتمل البدر، ويتحرر القمر د احمد عبدالرحمن
الوسوم:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مجلة الحلم العربي مجلة أخبارية ثقافية تهتم بالأخبار المصرية والعربية ونشر القصص الإنسانية ومساعدة المواهب من الشعراء والأدباء رئيس مجلس الإدارة الإعلامية د:حنان خلف أبو الوفا (حنان الشامي) الموقع من إعداد وتركيب م:عبادة الفيشاوي 01012173019-01112660661 ,