القصة القصيرة
(قصة مكتوفة الأيد) من المجموعه القصصيه مخالب شيطانيه للكاتبه القاصه--حنان خلف اللقب(حنان الشامي) مجلة الحلم العربي
_____________
قصه من مجموعتي الجديده ان شاء الله مخالب شيطانيه***تحت الطبع***
ظلت مكتوفة الأيد أمام حياه مظلمه رسمها لها القدر بريشة الآنين وبلورتها في ثوب أسود شاء القدر أن ترتديه منى في ريعان شبابها جلست في القطار عند سفرها لزيارة خالتها بالإسكندريه فنظرت من النافذه على شريط القطار ومرت ذكرياتها المآساويه كتلك الشريط العابر كانت تحلم كأي طفله باللهو واللعب بين صديقاتها وجيرانها الأطفال وتشغف بالخروج للتنزه كما ترى بنات عمتها وخالها يتنزهون مع أسرهم ولكن أسرتها كانت متذمده تكره إنجاب البنات الأب مسلوب المشاعر والأم تملك من القسوه بحار ولم يرزقهم الله سوى (منى )فكلما أنجبت الأم ولد يتوفي ولا يكتب له الحياه حتى وصلت الأم لسن عدم الإنجاب ولم يتبقى سوى تلك الفتاه المسكينه بين كنف أبوين متحجرين القلب فدائماً يمنعها الأب عن اللعب مع صديقاتها واقاربها خوفاً عليها واعتقاداً منه بهواجس الإعتداء عليها في اي وقت كان يعتبرها عبأ على عاتقه وينتظر لحظة تسنينها لعقد قرانها وكانت تذهب المدرسه بصعوبه والأم رغم أنها إمرآه عامله الا أن عقليتها متأخره وكانت الأم تترك المنزل طوال النهار وتعود منهكه لا تحادث الأبنه في أمورها وعندما سألتها الأبنه ماما أصحابي سألوني أنتِ بتشتغلِ أيه أنا معرفش؟؟؟؟
ردت الأم: قولي ممرضه وبعدين وهما مالهم لو سألتِ الأسئله دي تاني هتقعدي من المدرسه بلاش وجع دماغ خافت الفتاه وبكت قائله خلاص يا ماما مش هسأل مش هسأل بس بلاش اقعد من المدرسه انا بحبها اوي وعايزه اتعلم فدخلت الأبنه ودموعها ذارفه على وجنتيها غضباً من الأم والوحده التي تعيش فيها بين أبويها فتحدثت مع لعبتها الدوب الذي احضره لها جدها رحمه الله وتحتفظ به لحبها لجدها ومرت الأيام ووصلت منى المرحله الثانويه فأصبحت في الصف الثاني الثانوي وبدت عليها معالم الأنوثه وجعلها الأب ترتدي خمار رغماً عنها وكانت دائماً تخضع لرغباته خوفاً منه ولكن كانت تحب حصة اللغه العربيه وشعرت بإنجذاب نحو المدرس وهو أيضاً بادلها نظرات الإعجاب وذات يوم جاء وقت المغادره من المدرسه فنادى مستر سامخ أستاذ اللغه العربيه على منى
منى-منى
نعم يا مستر في حاجه
وشعرت حينئذ بتعثر خطاها وخفقان قلبها
رد قائلاً عايز اتكلم معاكِ شويه
أتفضل يا مستر
لا يا منى مينفعش هنا تعالي نقعد في اي مكان
لا لا لا أنا بخاف من بابا ده لو شافني معاك يقتلك ويقتلني
يا للدرجه دي خايفه منه
ايوه انت متعرفش طبع أبويا ده ممكن يحرمني من التعليم انا بتعلم بصعوبه
طب خلينا في المدرسه تعالي
حاضر نعم يا مستر
ممكن اعرف ايه سبب الحزن والدموع اللي في عينيكِ دايماً
وانهمرت دموع منى كالسيول كأن كلامه عاصفه اخترقت عينيها وكونت سحب ثم تساقطت الدموع
اهدي مالك كل ده جواكِ منى احكيلي متكتميش دموعك ولا حزنك
وسردت له منى قصتها وسوء معاملة والديها وحديثها الدائم مع دميتها الصماء
وتعتمت عين سامح بالدموع
ياااااااااااااااااااااااااا يا منى كل ده يا حبيبتي جواكِ
أيه--انت قلت حبيبتك
أيوه حبيبتي أنا بحبك وعارف شعورك نحوي وانك بتبدليني نفس الشعور
فشعرت بخجل واحمرار بوجهيها ورعشه بأناملها وجسدها كله من حيائها ولكن قلبها يتراقص من الفرح
شعور غريب رياح عارمه اجتاحت قلبي وهكذا حدثت نفسها
أسمعِ يا منى أنا عايز أتجوزك على سنة الله ورسوله هاتي عنوان
لا لا بابا هيموتني
متخفيش لازم اواجه ابوكِ واغير تفكيره عن البنات
أنتِ اجمل واميز طالبه عندي
وجاء سامح لطلب أيد منى من والدها رسمياً
وقال أنا مدرس منى بالمدرسه مدرس العربي ومنى بنت متربيه وممتازه
طيب يا عم وبعدين
أنا يا حاج احمد بطلب منك ايد منى على سنة الله ورسوله وشقتي موجوده هنا في البلد جنب المدرسه
خلصت كلامك يا مستر
ايوه يا حاج ومنتظر ردك
معنديش بنات للجواز
ليه كده
اذا كان عجبك انا حر يا أخي في بنتي
راجل متخلف معقول البنت الرقيقه دي بنتك
ودخل الأب البيت
منى بت يا منى
تعرفي منين سامح ده وانهال عليها بالضرب البارح وتكاثرت المشاجرات لذلك دعتها خالتها للجلوس عندها يومين بالإسكندريه ووافق الأب القاسي بصعوبه ووصلها للمحطه فجلست واغمضت عينيها وتذكرت ومروا يومين بالضبط وطلب الأب منها أن تعود وهي تبكي لخالتها أنها ترفض العوده للسجن الأبوي ولكن لا تستطيع الإعتراض فعادت وعاد الأب لحبسها ومنعها من الحصول على الثانويه العامه فكانت تقضي ليلها باكيه يراودها أفكار شيطانيه صبيانيه وصلت الى أسوء حاله نفسيه لم تعد تدرك الخطأ من الصواب وهكذا كان اليوم الموعود ودخلت حجرتها وفكرت في الإنتحار وسكبت كيروسين وكبريت واشتعلت النار في حجرتها وجسدها الممشوق ولم تصرخ فألم النار أرحم من أب يكويها بها يومياً ويقتلها نفسياً وكانت تستغيث برحمة الإله والتماس العذر لها لم تعلم عذاب وعواقب الإنتحار عند الإله-- وعندما عادت الأم رأت دخان من الشقه ورائحة الحريق تتفاقم وصراخات الجيران تتوالى الحريق كسروا الجيران باب الغرفه ووجدوها رماد وتفحمت ولم يتبقى منها شئ ووجدوا كتاب بالصاله به كل حياتها وسوء معاملة الوالدين لها وختمت قصصها قبل التفكير بالإنتحار بقرار انتحارها حرقاً وقدمت في الخاتمه نصيحه لأبوين وحسن معاملة البنات وعندما أطلع رجال الشرطه على الكتاب اعتبروه دليل للمتسبب في انتحارها وتم القبض على الأم والأب والحكم عليهما بالأشغال الشقه المؤبده والتحريض على قتل ابنتهم. وعندما علم سامح هرول الى حجرة منى واخذ يحتضن الرماد واخذ منه ليحتفظ به واوصي بدفن رمادها معه عند وفاته ووضعه في قماشه بيضاء من كفن منى واحتفظ به وعزم على عدم الزواج بعد حبيبته منى .وذات يوم كان سامح نائم وجد طيف يوقظه تعجب ارتجف فهو طيف حبيبته منى يؤنس وحدته الموحشه في غربته وظلت تظهر له كل يوم لحظات عابره بصمت دون حديث وكلما حاول ان يمسك بها يمسك سراب لا وجود لها فهي خيال عابر حتى مات سامح على ذكراها وبين ذراعيه قطعة
القماش الملحق بها بقايا رماد جسدها الفاني وقام طيف منى بحمل حبيبها
وبنيت له قبر جانب بيته ودفنته بدموعها العارمه وهكذا التقت ارواحهم في الدنيا وفي الآخره.
بقلم-----الشاعره-القاصه حنان الشامي
تحرير--الإعلاميه حنان خلف أبوالوفا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق